منـــارة الأمل في عالم الإنســـانيـة

By بقلم المحامي/ عبدالرحمن الحوطي 7/12/2025
image

يحتفل العالم في شهر أغسطس من كل عام باليوم العالمي للإنسانية بهدف تنمية الوعي بأهمية العمل الإنساني في المساعدة على تجاوز التحديات والمآسي التي تواجهها الكثير من المجتمعات حول العالم. ولأن الكويت من أبرز النماذج التي يحتذى بها عالميا في مجال الأعمال الإنسانية، فإننا نعتبر هذا اليوم بمثابة يوم وطني كويتي يحتفل به العالم كل عام، تقديرا لأصحاب الجهود المميزة في هذا المجال. ولقد وصلت الكويت إلى مكانتها بين الدول الرائدة في مجال العمل الإنساني على مستوى العالم بفضل إيمان قياداتها المتعاقبة بهذا الدور وحرصها على إرساء هذا التوجه الإنساني كجزء لا يتجزأ من سياسة الدولة الخارجية الهادفة إلى تعزيز العمل الإنساني والتنموي، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة وفي دول العالم. ومن ذلك يتضح أن التزام الكويت بفلسفة العمل الإنساني لايقتصر على تقديم المساعدات فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز التفاهم، والتعاون، والمشاركة من أجل بناء عالم يسوده السلام والتسامح. وقد بدأت الكويت في تأسيس قاعدة قوية للعمل الإنساني منذ سبعينيات القرن الماضي، وأحرزت تطورا سريعا في هذا المجال بالتوازي مع نموها الاقتصادي؛ حيث أرسى سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رؤية واضحة للعمل الإنساني، ووضع الأسس التي بنت الدولة عليها عملها الإنساني لتتوج جهود تلك السنوات بإعلان الأمم المتحدة اختيار دولة الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا عام 2014 تقديرا للجهود الإقليمية والدولية التي تبذلها في هذا المجال. وقد استندت الأمم المتحدة في هذا الاختيار إلى الشراكات المتميزة بين الكويت و المنظمات الدولية المعنية في تنظيم الحملات الإغاثية إزاء الكوارث الطبيعية التي تحدث في بعض مناطق العالم مثل الزلازل والفيضانات ، فضلا عما تقدمه الكويت من مساعدات إنسانية كبيرة في أوقات الأزمات تعد من بين الأعلى عالميًا بالنسبة للدخل القومي، ومساهماتها في دعم اللاجئين في مناطق الصراع، ومنها على الصعيد الإقليمي نجاحها في حشد وتنظيم الجهود الدولية لإعادة الإعمار في كل من سوريا والعراق. وتقوم جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات المختصة بدور حيوي في تقديم المساعدات، مثل الجمعية الكويتية للإغاثة، وبيت الزكاة، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، من خلال تمويل المشاريع التنموية، وتوفير المساعدات العاجلة في حالات الطوارئ، وتعزيز التعليم والرعاية الصحية في الدول النامية. كما يعد مفهوم القيم الإنسانية ركنا أساسيا في ثقافة المجتمع الكويتي، حيث يتبنى الكثير من المواطنين والمقيمين المساهمات الإنسانية بصفة فردية ومؤسسية، ويحرص الكويتيون من مختلف الأعمار والمهن على الانخراط في الأعمال التطوعية والإغاثية. وبالأخير، فإن من يتتبع إنجازات الكويت في مجال العمل الإنساني يجدها لا تقتصر على مجرد أرقام، وإنما تعكس مبدأ والتزاما بمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم، ونموذجا لكيفية تكريس الموارد والتعاون من أجل الإنسانية، مستلهما من قيم دينية وثقافية تدعو إلى العطاء ومد يد العون لكل من يستحقها، ولذلك تظل دولة الكويت بفلسفتها الإنسانية منارة للأمل والإنسانية في كل أنحاء العالم.